السبت، 16 نوفمبر 2013

ترجمة الجزء المهم من مقدمة : تحليل الخطاب لـ هاريس


تحليل الخطاب:
زيليغ هاريس، جامعة بنسلفانيا.


             يقدّم هذا المقال طريقة تحليل للقول المتتابع (المكتوب أو المنطوق) والَّذي أسميه الخطاب.إنّها طريقة شكلية تتأسّس على توارد المورفيمات باعتبارها عناصر يمكن عزلها؛ وهي لا تتعلّق بمعرفة اللّساني الَّذ ي يحلِّل لمعنى ما لأيّ مورفيم من المورفيمات الَّتي تصادفه أثناء التّحليل، ولا تقدّم لنا شيئا جديدا عن المعنى الخاص لكل مورفيم من المورفيمات الموجودة في الخطاب.ولكنّ هذا لا يعني أبدا أنّنا لا يمكن أن نكتشف شيئا آخر عن الكيفية الَّتي يتجسّد بها النّحو في الخطاب. ولإن كنّا نستند إلى إجراءات شكلية قريبة من تلك الّتي تستند عليها اللّسانيات الوصفية، فإنّنا نستطيع أن نحصل من النّص المدروس معلومات لا يمكن أن توصلنا إليها هذه اللّسانيات الوصفية.
وتتأتّى هذه المعلومة الجديدة من عامل أساس هو: أنَّ تحليل تواتر العناصر للنّص لا تتم إلاّ من هذا النَّص نفسه وفيه؛ وهكذا نستطيع أن نحدّد العلاقات الخاصّة للمورفيمات كما تظهر فيه، وبذلك نكتشف شيئا من بنيته، ويمكن ألاّ نعرف تماما ماذا يقول النَّص، ولكنَّنا نستطيع أن نحدّد كيف يقول، أي ما هي نماذج التَّواترات لأهمّ المورفيمات المشكِّلة لهذا النَّص.
         نستطيع أن نحدّد نماذج معيّنة لنصوص معيّنة (أو معطاة) أو نماذج لأفراد. وفي بعض الحالات
نستطيع أن نستخلص نتائج شكلية للنَّموذج الخاص لتوزيع المورفيمات في نصّ معيّن، ويكون من الممكن إبراز فروقات منتظمة في البنية بين الخطابات الَّتي ينتجها أفراد مختلفون.
تمهيد
1/ الإشكالية:
          يمكن أن نتناول تحليل الخطاب انطلاقا من نوعين من القضايا، يتعلّق الأوّل بتوسيع اللّسانيات الوصفية إلى ما هو أكبر من الجملة، ويتعلّق الثّاني بالعلاقة بين «الثّقافة» واللّغة (أي بين السّلوك غير اللغوي والسّلوك اللّغوي).
         وتُطْرَحُ القضية الأولى بكون اللّسانيات الوصفية تتوقّف عموما عند حدود الجملة، و لا تعكس هذه المسألة موقفا قبليا، لأنَّ التّقنيات اللّسانية بُلوِرت لتسمح بدراسة أيّ قول مهما كان طوله، ولكن يبدو أنَّ النّتائج المتحصَّل عليها في مختلف اللّغات حصرت في قول لا يتجاوز حدود الجملة.[هنا مقطع (13 سطر) غير مترجم].
وهكذا، فإنَّ اللّسانيات الوصفية الَّتي تنطلق من وصف تواترات العناصر في أي قول مهما كان طوله، لا تصف في النّهاية هذه العناصر إلاّ في علاقتها مع غيرها من العناصر داخل الجملة نفسها[وهنا مقطع (4 أسطر) غير مترجم].
 أمّا القضية الثّانية فقد اعتُبِرت دائما قضيّة خارج علم اللغة. لأنّ اللّسانيات الوصفية لا تهتم بمعاني المورفيمات، وليست مسلّحة لتأخذ بعين الاعتبار المعطى الخارجي (الوضع الاجتماعي): فهي، يمكن أن تعدّد فقط تواتر عنصر لساني بالنّظر إلى غيره من العناصراللّسانية،والدّراسات الّتي تمّت حول العلاقة بين «الثّقافة» واللغة، وإذن لم تستفد من التّحاليل التّوزيعية، وهي تقوم بجرد الدّلالات المعبَّر عنها في اللّغة بدراسة المخزون المعجمي، أو تستخلص نتائج فيما يتعلَّق بتعبير مورفيم واحد على معان متعدّدة في لغة ما. وأشارت هذه الدّراسات أيضا إلى ضرورة النّظر إلى المعنى العام للمركّبات، وليس إلى معاني المورفيمات المكوّنة لهذه المركّبات، ففي الإنجليزية مثلا حينما نقول Haw are you ? فإنّما أستعمل صيغة للمجاملة، وليس للسّؤال عن صحّة المستمع. وهذا المثال يعكس بوضوح العلاقة بين الخطاب والمقام الاجتماعي.

هناك تعليقان (2):

  1. رائع. أنا طالبة في مستوى الدكتوراة في قسم اللغة العربية/ تخصص لغويات، وأحتاج لأطروحتي نصوصاً من الأدب الإنجليزي أو أي أدب غربي، يكون فيها أسلوبا الأمر والنهي بارزين، وتكون هذه النصوص محللة تحليلاً أسلوبياً نصياً، وحبذا أن تكون مترجمة، وإن لم يكن بالإمكان، فأرجو أن تدلوني على مراجع في ذلك، فمنذ ستة أشهر وأنا أبحث وأسأل ولا أحد يجيبني، أرجو منكم المساعدة شاكرة لكم.

    ردحذف
    الردود
    1. تحيّة طيّبة وبعد ..
      فأنا الآن لا أستحضر مدوّنات من الّتي ذكرت آنفا ..
      ولكنّني سأتّصل ببعض زملائي في التخصص ... وأوافيك بما سأجده في أقرب فرصة ..
      وفّقك الله ..

      حذف