الخميس، 21 نوفمبر 2013

ملخصات السداسي 1 في علم الأصوات

مصطلحاتٌ مفاتيح:
        { بنية، وظيفة، نظام، دائرة كلامية، دليل = (دال) / «مدلول»، مدوَّنة، تقطيع مزدوج، استغراق، مدرج الكلام، ثنائيات دي سوسير = لغة / كلام، محور تركيب/ محور استبدال، منطوق / مكتوب، قيمة / تغير، آني / زماني، ...، صوتيات، صوت، فونيم، مقطع، كتابة صوتية/فونولوجية، جهاز النّطق، مخارج، صفات مميّزة، نبر، تنغيم ... }.
بعض الغايات:
1/ الغاية المعرفية:
        التمكَّن من إدراك الظَّاهرة الصَّوتية، واكتشاف نظامها، والتعرُّف على موقعها داخل «بنية اللُّغة»، وتبيُّن علائقها مع الظَّواهر المختلفة الَّتي كنَّا نعاينها في الواقع؛ من غير أن ننتبه إليها. ونكون بذلك قادرين على:
أوَّلا: فيما يتعلَّق بعلم الأصوات (السُّداسي 3):
-         وصف جهاز النُّطق.
-         التعرُّف على مخارج الأصوات.
-         التعرُّف على الصِّفات الخاصَّة بكلِّ صوت.
-         تحديد المقاطع اللُّغوية.
-         كتابة «المدوَّنات» الشَّفهية كتابةً صوتية عالمية.
ثانيا: فيما يتعلَّق بعلم وظائف الأصوات (الفونولوجيا) (السُّداسي 4):
-         تمييز الأصوات الَّتي لها تأثير على المعنى (الأصوات الوظيفية).
-         تحديد العلاقات الجوارية بين الأصوات على مستوى القطع في مدرج الكلام.
-         تصنيف الفونيمات في مجموعات خاصَّة.
-         رصد العناصر النَّغمية - فوق القطعية على مستوى المعنى.
-         اكتشاف الأنظمة الخاصَّة بالتَّأديات الفردية والجماعية (اللَّهجات).


2/ الغاية الثَّقافية:
          اكتساب «مَلَكَةً صوتية - فونولوجية» تساعدنا على تذوُّق الأصوات والتعرُّف عليها، ممَّا يتيح لنا تأدية مختلف أنماط الخطابات من جهة؛ والإحساس بجماليّتها من جهة، ويسهِّل علينا تعلُّم اللُّغات الحيَّة من جهة أخرى. بالإضافة إلى انفتاحنا على مختلف الدَّوارج الجزائرية والعربية، ممَّا يحقِّق التنوُّع الثَّقافي الَّذي يُطلِعُنا على العادات اللُّغوية للأقوام؛  في «البيان» عن رؤيتهم في الحياة، وفلسفتهم وطرائقهم  في إنتاج المعنى.
الصّوت اللغوي وغير اللغوي:
        توجد للصّوت مصادر متعدّدة تتجلّى في كثير من مظاهر الحياة، ولكلّ نوع من أنواع الظّاهرة الصّوتية نسقٌ يحكمه، ولكلّ مجال منها علمٌ يدرسه. ولئن نظرنا إلى أفراد هذه الظّاهرة لوجدنا أنّها « تتشابه » جميعها في كونها « أصواتا »؛ ثمّ لا تلبث أن « تختلف » في التّصنيف. فلأمواج البحر صوت؛ ولمحرّك القارب صوت؛ وللدّلفين صوت؛ وللنّورس صوت؛ وللبحّار صوت، وهلمَّ جرا. وإذن فـ «جوهر» الصّوت واحد، ومصادره متباينة: أصواتٌ لجماد وأصواتٌ لحيوان وأصواتٌ لإنسان. صحيحٌ أنّ كلّ واحد منها قد يأخذ وظيفة داخل نسق سيميائيٍّ معيَّن، ولكن ما يهمّنا في هذا المقام هو «صوتٌ» واحد: الصّوت اللغوي.
الدّائرة الكلامية:
           يمرّ الصّوت اللّغوي، قبل أن يتجلّى في شكله المسموع، بمجموعة من المحطّات، ليحقّق لنا في آخر الأمر «حدثا» لغويا،  وهذه «خطاطة» تمثّل دورته:
   
علم الأصوات وأنواعه:
        علم الأصوات (Phonétique) علمٌ يدرس الأصوات البشريَّة؛ بمعزل عن الوظائف اللُّغوية الَّتي تؤدِّيها هذه الأصوات.
         وإذا تأمَّلنا « الدَّائرة الكلامية » فإنَّنا نلاحظ أنَّ الصَّوت ينتقل من المتكلِّم الَّذي يستعمل جهاز النُّطق لإنتاجه، نحو المستمع عبر الهواء.
         فعندما يكون التَّركيز على جهاز النَّطق فإنَّ علم الأصوات يكون علم أصوات فيزيولوجي. وعندما تخصُّ الدِّراسة الموجات الصَّوتية؛ فإنَّ ميدان الدِّراسة يسمَّى علم الأصوات الفيزيائي، وعندما يخصُّ البحث آليّات السّمع؛ فإنَّنا نكون في ميدان علم الأصوات السَّمعي.
ملاحظة:
        لم يحظ الميدان الأخير -على أهمِّيته- بالعناية الكافية من طرف الباحثين الَّذين فضَّلوا الاعتناء بعلم الأصوات الفيزيولوجي، فوصفوا جهاز النُّطق وصفا دقيقا ودرسوا طريقة إحداث الأصوات دراسات واسعة، وذلك بالنِّسبة لكلِّ لغات العالم ...
        ولكن أساس الأصوات هي الأمواج الَّتي تحدث في الهواء والَّتي لا يمكن الاستغناء عنها، وليس الشَّأن كذلك فيما يخصُّ جهاز النُّطق البشري، وخير دليل أنَّ الببَّغاء يقلِّد كلام البشر دون أن يكون له الجهاز نفسه، والآلات الحديثة تنتج الأصوات انطلاقا من إشارات كهربائية. فمن المنطقي إذن أن تكون الدِّراسة الفيزيائية هي المرجع. غير أنَّ أسبابا عديدة جعلت اللِّسانيين يعطون الأولوية للوصف الفيزيولوجي.
الجهاز التنفُّسي وآليات التنفُّس:
        تتكوَّن العملية التنفسية من مرحلتين: الشَّهيق والزَّفير، فالأوَّل: يستدعي الهواء إلى الرِّئتين باتِّساع جوف الصَّدر، والثَّاني: يطرد الهواء منه بعودة جوف الصَّدر إلى حجمه. وهذه التغيُّرات في شكل وحجم الصَّدر والبطن؛ تحدث بفعل عضلات في جوار الصَّدر؛ تسمَّى عضلات ما بين الضُّلوع، وهي أعضاء محرِّكة ومنظِّمة لعمل الرِّئتين حتَّى يتمَّ التمدُّد والانكماش اللاَّزمين.
      ويتمُّ ذلك تحت سيطرة جزء من الدِّماغ يدعى مركز التنفُّس في النُّخاع المستطيل، فالعملية التنفسية تتمُّ بصورة آلية؛ إلاَّ أنَّها تقع تحت سيطرة هذا المركز الَّذي يرسل نبضاته إلى العضلات التنفُّسية الَّتي تعمل على دفع الهواء إلى الجسم (الشَّهيق)، ثمَّ طرده (الزَّفير).

1/الشَّهيق:
        تتمُّ عملية استنشاق الهواء باتِّساع قفص الصَّدر في كلِّ أبعاده، ممَّا يوسِّع الرِّئة المتَّصلة بجوانب هذا القفص، ويعود الجهد العضلي المسؤول في الشَّهيق إلى عضلة (الحجاب الحاجز)، فأثناء انقباضه ينزل ويضغط على (البطن) منجذبا معه إلى أسفل قاعدة القفص الصَّدري، وفي الوقت نفسه يمدِّد أضلاع الصَّدر الأخيرة وعددها ستَّة، وهذه الحركة تزيد من قطر الصَّدر سواء من اليمين لليسار؛ أو من الخلف للأمام، ويصاحب هذا التمدُّد لأضلاع الصَّدر انقباضٌ للعضلات الخارجية الموجودة بين الأضلاع، وأحيانا تتدخَّل بعض عضلات العنق لرفع أضلاع الصَّدر العلوية.
2/ الزَّفير:
        ويحدث عادة بطريقة انفعالية سلبية، وهذا راجعٌ إلى طبيعة ترتيب القفص الصَّدري، وكلُّ ما يحتوي من عضلات وأنسجة وغضاريف، فكلُّها قابلة للتمدُّد كأنَّها نوابض مدَّت إلى حدٍّ معيَّن، وأخرجت من موضعها الطَّبيعي أثناء الشَّهيق؛ فبعد توقُّف الجهد المبذول للاستنشاق تعود هذه العضلات إلى حالتها الطَّبيعية، أي: إلى حالة الرَّاحة، فيحدث هذا بانغلاق الأضلاع وارتفاع الحجاب الحاجز.
         أمَّا عند الزَّفير غير العادي، أي: عندما تتطلَّب سرعة أو امتداد هذه العملية وإخراج الهواء بقوَّة غير عادية، ففي هذه الحالة تتدخَّل عضلات (الزَّفير)، وهي عضلات البطن الَّتي تساعد في ارتفاع (الحجاب الحاجز) أثناء انقباضه، وأيضا: العضلات الدَّاخلية الموجودة بين الأضلاع.
التَّنسيق بين التنفُّس والكلام:
        تتكيَّف، في أثناء الكلام، حركات التنفُّس بصفة خاصَّة، وذلك كالتَّالي:
1/ تتغيَّر وتيرة التنفُّس تغيُّرا جذريا، وهذا بتقليص مدَّة الشَّهيق؛ في حين تتمدَّد مدَّة الزَّفير الَّتي تناسب عملية التَّصويت.
2/ ترتفع الكميات الهوائية المستعملة عن الحجم العادي، وتتفاوت حسب نشاط الحنجرة ونوعية النُّطق.
3/ يرتفع الضَّغط الرِّئوي للزَّفير، ويعود ذلك إلى وضعية الأوتار الَّتي يقترب بعضها من بعض، من أجل التَّصويت، وتكون حاجزا أمام الهواء الصَّاعد؛ فيرتفع الضَّغط تحت الأوتار. ولهذا تتكيَّف العضلات التَّنفُّسية لتحدث هذا الضَّغط الَّذي يتواصل إلى أن تنتهي عملية التَّصويت، وتتكيَّف، في الوقت نفسه، مع التغيُّرات على مستوى الشدَّة والتَّنغيم والجرس.

جهاز النُّطق:
         إنَّ إنتاج الكلام هو عملية عَرَضيَّة لجهاز التنفُّس، ففي غالب الأحوال يدخل الهواء ويخرج في صمت، ولا تحدث الأصوات إلاَّ إذا كانت هناك حواجز وضغط وتحكُّم في الحركات الَّتي تنشئ أو تزيل الحواجز المسبِّبة في تنوُّع الأصوات، وهذه الحركات حيِّزها في الحلق والحنجرة وداخل الفم. وتصنَّف الأصوات بناء على ثلاث متغيِّرات:
1/ نشاط الحنجرة الَّتي تحتوي على الأوتار الصَّوتية، ممَّا يجعلنا نحكم على كلِّ صوت بأنَّه مجهور أو مهموس.
2/ المكان الَّذي يكون فيه أقصى الضَّغط، وهو واقع في الفم أوالحلق أو الحنجرة، ويسمَّى نقطة النُّطق أو مخرج الصَّوت.
3/كيفية إنتاج الصَّوت في الفم أو الحنجرة، وتسمَّى طريقة النُّطق.
جهاز النُّطق عند العرب:
          عرف العرب معظم أعضاء النُّطق وقد قسَّموها كما يلي:
1/ الرِّئتان.
2/ قصبة الرِّئة (Trachée artère).
3/طبق رأس القصبة (Epiglotte) ووظيفته غلق القصبة عند ابتلاع الطَّعام.
4/ الحنجرة (Larynx).
5/ الحلق: وقد قسَّموه إلى ثلاث جهات: أقصى الحلق، وسطه، أدناه الَّذي يقابله المصطلح الفرنسي (Pharynx).
6/ اللَّهاة (Luette).
7/ الأنف أو داخل الأنف أو المنخر (Cavité nasale).
8/ داخل الفم(Cavité buccale) .
9/ الحنك (Palais) ويُقسَّم إلى أدنى وأعلى.
10/ النِّطع وهو الحنك الأدنى.
11/ اللِّسان: وفيه: العكدة، أقصى اللِّسان، وسطه، ظهره، حافَّته، طرفه.
12/ عكدة اللِّسان أو عكرته، أي: أصله.
13/ الأسلة: وهي طرف اللِّسان إذا كان في وضع صلب (عند النُّطق بالحروف الصَّفيرية مثلا).
14/ الذَّولق: وهو طرف اللِّسان إذا كان في وضع ليِّن (عند النُّطق باللاَّم مثلا).
15/ الأسنان: وتنقسم إلى ثنايا، ورباعيات، وأنياب، وضواحك، وأضراس.
16/ اللثة (Gencive).
         أمَّا الأوتار الصَّوتية، فإنَّها مصطلح جديد لم يذكره العرب، وكذلك مصطلحي: غشاء الحنك (Voile du palais) و الغشاء الرَّخو (Palais mou).
      هذه المصطلحات تكفي لما نحتاجه بغية وصف الحروف وصفا نطقيا حديثا.
مخارج الحروف العربية:
         أحصى القدماء ستَّة عشر مخرجا للحروف العربية:
1/ أقصى الحلق: وهو مخرج الهمزة والهاء و (±) الألف.
2/ وسط الحلق: وهو مخرج العين والحاء.
3/ أدنى الحلق: وهو مخرج الغين والخاء.
4/ أقصى اللِّسان وما فوقه من الحنك الأعلى، وهو مخرج القاف.
5/ أسفل بقليل من مخرج القاف بين اللِّسان والحنك الأعلى، وهو مخرج الكاف.
6/ وسط اللِّسان ووسط الحنك الأعلى، وهو مخرج الجيم والشِّين والياء.
7/ أوَّل حافَّة اللِّسان والأضراس، وهو مخرج الضَّاد.
8/ من أوَّل حافَّة اللِّسان مع ما يليها من الحنك الأعلى إلى آخرها، فويق الضَّاحك والنَّاب والرُّباعية والثَّنية، وهو مخرج اللَّام.
9/ طرف اللِّسان والثَّنايا، وهو مخرج النُّون.
10/ أدخل إلى ظهر اللِّسان بقليل من المخرج السَّابق وقريب من مخرج اللَّام، وهو مخرج الرَّاء.
11/طرف اللِّسان وأصول الثَّنايا، وهو مخرج الطَّاء والدَّال والتَّاء.
12/ طرف اللِّسان وأعلى باطن الثَّنايا،وهو مخرج السِّين والصَّاد والزَّاي.
13/طرف اللِّسان وأطراف الثَّنايا،وهو مخرج الثَّاء والذَّال والظَّاء.
14/باطن الشَّفة السُّفلى والثَّنايا، وهو مخرج الفاء.
15/ الشَّفتان، وهو مخرج الباء والميم والواو.
16/ الخيشوم، وهو مخرج النُّون الخفيفة. 
        وتسمَّى الحروف الَّتي مخرجها من الحلق حروفا حلقية ( ء، هــ، ا، ع، ح، غ، خ )، والحروف الَّتي مخرجها من اللَّهاة تسمَّى لهوية ( ق، ك )، وحروف وسط الحنك تسمَّى شِجْرية ( ش، ج، ي )، وتسمَّى الحروف ( ز، س، ص ) حروفا أسلية، والحروف ( ل، ن، ر ) حروفا ذولقية.
       هذه المخارج موصوفة بدقَّة في (كتاب) سيبويه، وهي لا تختلف كثيرا عن المخارج الَّتي حدَّدها الصَّوتيُّون في عصرنا.
صفات الحروف:
         حدَّد اللُّغويون العرب تسع عشرة صفةً للحروف، ومنهم من ذكر أكثر من ذلك. وقسَّموها إلى صفات ذات مقابل مثل: الجهر الَّذي يقابله الهمس، والشِّدة الَّتي تقابلها الرَّخاوة، وإلى صفات لا مقابل لها:
1/ الشدَّة والرَّخاوة:
         قسَّم العرب حروف لغتهم إلى شديدة ورخوة. فالشَّديدة هي: {ء، ق، ك، ج، ت، ط، د، ب}، والرِّخوة هي: {هــ، ع، ح، غ، خ، ش، س، ص، ض، ز، ظ، ث، ذ، ف}.وهناك حروف لا هي شديدة ولا رخوة، قيل أنَّها بين الشدَّة والرَّخاوة، وهي: {ل، ن، م، ر، و، ي، ا}.
        وهذا التَّقسيم يوافق تماما التَّقسيم الحديث، فالشَّديدة في المصطلح الغربي (Les occlusives) أو الانحباسية، والرِّخوة هي: (Les fricatives) أو الاحتكاكية. أمَّا الَّتي هي بين الشِّدة والرَّخاوة فهي: (Les sonantes) أو الجرسية.
2/ الجهر والهمس:
قسَّم اللُّغويون القدامى الحروف إلى مجهورة ومهموسة، فالمجهورة هي: {ء، ا، ع، غ، ق، ج، ي، ض، ل، ن، ر، ط، ز، د، ظ، ذ، ب، م، و }، والمهموسة هي: {هــ، ح، خ، ك، ش، س، ت، ص، ث، ف }.
     والجهر والهمس يوافق تماما مفهومي: (Sonore/Sourd)، والتَّصنيف القديم متَّفق عليه إلاَّ فيما يخصُّ بعض الحروف.
3/ الإطباق والانفتاح:
        الإطباق نطقٌ ثانوي يُضاف إلى النُّطق الأساسي للحروف، شأنه في ذلك شأن تدوير الشَّفتين بالنِّسبة لبعض المصوِّتات. ويكون الإطباق بتقريب مؤخِّر اللِّسان من الحنك الأعلى. ويقول في ذلك سيبويه: « فأمَّا المطبقة فالصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء، والمنفتحة كلُّ ما سوى ذلك من الحروف. وهذه الحروف الأربعة، إذا وضعت لسانك في مواضعهنَّ انطبق لسانك من مواضعهنَّ إلى ما حاذى الحنك الأعلى من اللِّسان، ترفعه إلى الحنك، فإذا وضعت لسانك فالصَّوت محصورٌ فيما بين اللِّسان والحنك إلى موضع الحروف ... ولولا الإطباق لصارت الطَّاء دالا، والصَّاد سينا، والظَّاء ذالا، ولخرجت الضَّاد من الكلام، لأنَّه ليس شيء من موضعها غيرها» اهـ.
4/ الاستعلاء والانخفاض:
         الاستعلاء هو ارتفاع اللِّسان إلى الحنك مع الإطباق أو دونه، ويقابلُ الاستعلاءَ الانخفاض. والحروف المستعلية هي: { الحروف المطبقة + القاف، الخاء، الغين }.
        وهذه الآن صفاتٌ لبعض الحروف، صفات دون مقابل: 
5/ حروف القلقلة:
وهي خمسة حروف تجمع بين الشدَّة والجهر: { الباء، الدَّال، الطَّاء، الجيم، القاف }.
6/ حروف الصَّفير:
وهي: { السِّين، الزَّاي، الطَّاء }.
7/ المكرَّر:
       وهو حرف الرَّاء.
الكتابة الصّوتية والكتابة الفونولوجية:
        يرمز للأصوات اللُّغوية بواسطة حروف أو رموز خاصَّة، وهناك أنظمة مختلفة للتَّرميز؛ أشهرها نظام « الجمعية الصوتية العالمية ». وتدوِّن الكتابة الصَّوتية كلَّ الفروق الَّتي يلاحظها الباحث أو الَّتي يريد أن يؤكِّد عليها، ويوضع النَّص الصَّوتي بين قوسين معقوفين مثاله: [ kataba ]، أمَّا الكتابة الفونولوجية فإنَّها لا تدوِّن إلاَّ العناصر الَّتي لها وظيفة لغوية، ويستعمل فيها خطَّان مائلان مثل: /kataba/.
        و من اللاَّزم أن نشير هنا إلى الكتابة الَّتي يستعملها الصَّوتيُّون العرب، إنَّهم ينفرون من الحرف اللاَّتيني ويستعملون الحرف العربي، ولكنَّهم يواجهون صعوبات متعدِّدة ينتج عنها لبس كبير:
1/ لم يتَّفق اللِّسانيون العرب على مجموعة من الرُّموز تقابل الرُّموز الصَّوتية العالمية، ففي الميدان الصَّوتي عدد الوحدات يفوق بكثير عدد الحروف لأنَّ الصَّوتيات تحاول تدوين كلَّ التَّأديات وذلك في جميع اللُّغات.
2/الحركات الَّتي هي فونيمات مثل الحروف عوملت معاملة خاصَّة من طرف النَّحويين القدامى، حتَّى أنَّ البعض صار يعتقد أنَّها جزء مكمِّل للحروف، وأنَّها لا ترقى إلى مرتبة الوحدة الصَّوتية، وممَّا زاد في هذا الاعتقاد كتابة لغتنا الَّتي إن لم تهملها الإهمال الكامل، اعتبرتها كشيء إضافي لا يُدوَّن إلاَّ عند الضَّرورة.
3/ حروف المد لها في النِّظام الكتابي العربي وضع شبيه بباقي الحروف؛ مع أنَّها ذات طابع خاص، إذ أنَّها في أحسن الأحوال عناصر من ميدان النَّغم، فهي رموز إملائية تشير إلى إطالة الحركات وليست وحدات صوتية كباقي الوحدات.
      وعليه، فإنَّ استعمال الحروف العربية في الميدان الصَّوتي يواجه صعوبات موضوعية، تجعلنا نفضِّل الأبجدية العالمية الَّتي وُضِعت كبديل للإملاء المحلِّي، وذلك بالنِّسبة لكلِّ اللُّغات. ولكنَّ العادات تفرض علينا استعمال الحروف العربية في دراستنا عندما لا يكون لبس.
وظيفة الأبجدية الصَّوتية:
       تدوِّن الأبجدية الصَّوتية أصواتا؛ على المستوى الصَّوتي، وفونيمات أو عناصر نغم؛ على المستوى الفونولوجي،وهي تكتفي بهذا ولا تتعدَّاه. أمَّا الكتابة العادية، ومهما قرب نظامها من النِّظام الصَّوتي، فهي تؤدِّي وظائف أخرى.
الكتابة الصَّوتية العالمية (A P I):
ء = [ ? ] مثاله: أَلِف = [ ?alifa ]
ب = [ b ] مثاله: بَيْت = [ bayt ]
ت = [ t ] مثاله: تَمْر = [ tamr ]
ث = [ t ] مثاله: ثَعْلَب = [ taclab ]
ج = [ g ]مثاله:جَبَل = [ gabal ]
ح = [ h ]مثاله: حَمَل = [ hamal ]
خ = [ h ]مثاله: خَرَج = [ harag ]
د = [ d ]مثاله: دَلْو = [ dalw ]
ذ = [ d ]مثاله: ذِئْب [ di?b ]
ر = [ r ]مثاله: رَحْمَة [ rahma ]
ز = [ z ]مثاله: زُمُرُّد [ zumurrud ]
س = [ s ]مثاله: سَلاَم [ salãm ]
ش = [ š ]مثاله: شَمْس [ šams ]
ص = [ s ]مثاله: صَبْر [ sabr ]
ض = [ d ]مثاله: ضُحَى [ doha ]
ط = [ t ]مثاله: طَاوِلَة [ tawilah ]
ظ = [ d ]مثاله: ظَرْفٌ [ darfun ]
ع = [ c ]مثاله: عِلْمٌ [ cilmun ]
غ = [ g ]مثاله: غَرِيب [ garib ]
ف = [ f ]مثاله: فَوق [ fawqa ]
ق = [ q ]مثاله: قَليل [ qalil ]
ك = [ k ]مثاله: كِتَاب [ kitãb ]
ل = [ l ]مثاله: لِقَاء [ liqã? ]
م = [ m ]مثاله: مَسَاء [ masã? ]
ن = [ n ]مثاله: نُور [ nür ]
هـ = [ h ]مثاله:هَرَم [ haram ] ، و = [ w ]مثاله: وَلَد [ walad ]
ي = [ y ]مثاله:يَوْم [ yawm ]

المقاطع اللُّغوية ( Les syllabes ) :
        المقطع اللُّغوي تجمُّعٌ من الحروف والحركات، يُحَدَّدُ بواسطة قواعد خاصَّة بكلِّ لغة، ففي العربية لدينا ثلاثة أنواع من المقاطع:
1/ المقطع من النَّوع CV المكوَّن من حرف وحركة، وقد تكون الحركة طويلة أو قصيرة، مثل: [ مَ، مَا ]، ويقال عن هذا النَّوع من المقاطع: إنَّه مقطع مفتوح.
2/ المقطع من النَّوع CVC المكوَّن من حرفين تتوسَّطهما حركة، وقد تكون الحركة قصيرة مثل:[ مَنْ ]، أو طويلة مثل: [ مُونْ ]في[ مُسْلِمُونْ ] أو[ هَامْ ] في[ هامٌّ ].
3/ المقطع من النَّوع CVCC مثل: [ بِنْتْ ] الخاصِّ ببعض أوضاع الوقف.
      وتصنَّف هذه المقاطع إلى طويلة وقصيرة؛ حسب طول أو قصر الحركة الواردة فيها.


هناك تعليقان (2):